ترأس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قداساً احتفالياً في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة لمناسبة العيد الثاني والثلاثين بعد المئة للجمعية الخيرية الكاثوليكية في زحلة، ويوم الفقير الذي اعلنه البابا فرنسيس، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، الأب ادمون بخاش والشماس الياس ابراهيم بحضور جمهور كبير من المؤمنين، تقدمهم النائب شانت جنجنيان، عميدالمعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية الدكتور طوني عطالله، رئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي مارون مخول، رئيسة معهد يسوع الملك الأخت اميل جوزف الحاج شاهين، رجال الأعمال نقولا ابو فيصل، نقولا السروجي وطوني طعمة، رئيس الهيئة الإدارية في الجمعية كابي بريدي واعضاء الهيئة، وعدد كبير من المحسنين الى الجمعية والمستفيدين من تقديماتها.
وبعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة تحدث فيها عن تاريخ الجمعية الخيرية، وعن اهمية مساعدة المحتاجين، مشيراً الى أنه " في بداية عظتي أتوجه اليكم وأحييكم وأطلب مكن المخلص أن يبارك كل واحد منكم. في عيد الجمعية الخيرية هذه السنة نريد أن نقدم هذه الليترجيا الإلهية من اجل اخوتنا الذين رقدوا بالرب: جوزف مسلّم، غازي أبو عبيد، إبراهيم وتريز جريصاتي، جان معلوف وميشال جحا. هؤلاء أعطوا الكثير في حياتهم للجمعية الخيرية وبالتالي لفقراء هذه المدينة، ونحن نعتبرهم شفعاء الجمعية في ملكوت الله".
ولفت المطران درويش الى "انني أردد لكم تحية القديس بولس " يا إخوة، إن المسيح هو سلامنا ". ان العالم لن يجد السلام الا مع المسيح، فالله صالحنا بالصليب ومنحنا السلام بالصليب، بموته على الصليب هدم حائط العداوة بينه وبين البشر. في العالم القديم كانت المدن محاطة بجدران عالية من الحجارة، وكانت هذه علامة وجود أعداء بين الشعوب، وكانت الأبواب تغلق ليلاً وكان الناس يشعرون بالأمان عندما يتواجدون داخل الأسوار، وكان من يخالف شريعة المدينة يطرد الى الخارج. اليوم نجد ايضاً جدراناً مثيرة، بالمعنى المجازي، تحيط بنا وموجودة بين شعوب كثيرة في منطقتنا وفي العالم كله. كما هناك جدراناً ترتفع يومياً بين الفقراء والأغنياء، بين أبناء البلد والمهاجرين اليه، جدران بين العائلات وبين الأفراد. وعبر التاريخ هناك جدران هدمت، نذكر منها جدار برلين الذي هدم سنة 1989."
وأشار الى ان " نص رسالة القديس بولس الى أهل افسس يتحدث عن شفاء الجماعة المسيحية، بواسطة الصليب، من مرض التفرقة. وهو يشجع على المساواة في الجماعة الواحدة ويدعو المؤمنين الى " المحافظة على وحدة الروح برباط السلام "، داعياً الحاضرين "لتكونوا من " مواطني القديسين وأهل بيت الله " فالمسيح هو سلامنا وهو حجر زاوية بنياننا. أدعوكم لتكونوا حكماء، لا مثل هذا الغني الذي تحدث عنه انجيل اليوم، فأنتم تعرفون أن يسوع كان حصة الفقراء والمرضى والمتروكين والضعفاء والخطأة، لذلك تحدث عما نشاهده في حياتنا اليومية،عن غني جاهل، فيقول عنه يسوع انه حكيم في إدارة أمواله وماهر في تكثير تروته وتبصّر مستقبله. وهذه نعمة من الله يجود بها على عبيده، بيد أن هذا الغني يتوقف عند هذا الحد ولا ينمّي في ذاته غنى النعمة التي يهبها الله لكل البشر. يكتفي بالغنى المادي فيتحول اسمه من الغني الحكيم الى الغني الجاهل. انه جاهل لأنه لم يتعرف الى حكمة الله. انه جاهل لأنه فكّر فقط في نفسه ولم يفكر بقريبه. هو جاهل لأنه اكتفى بغنى الأرض وبقي فقيراً الى نعمة الله، والخيرات المادية فاضت في مستودعاته بينما فرغ قلبه من المحبة. فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟
نريد من أبنائنا وبناتنا في الأبرشية، أن يمدّوا يدهم للفقراء والمحتاجين، وأن يفتحوا قلوبهم ليشعر هؤلاء بأن كرانتهم مصانة. المسيحي الحقيقي هو الذي يتشبه بالسامري الصالح، هو الذي يتقرب من الضعفاء والمجروحين والفقراء، فالمسيح تواجد مع المرضى والخطأة والفقراء وطوبهم وقال عنهم " انهم أبناء الله "، ان الذي يهتم بالفقير يمتلك نعمة لا مثيل لها، وهو يلبي نداء يسوع: " كنت جائعاً فاطعمتموني وسجيناً فزرتموني، وعرياناً فكسوتموني".
وأكد درويش أنه " من اجل ذلك ارادت الجمعية الخيرية ان تلبي نداء البابا فرنسيس، وتعتبر هذا اليوم هو يوم الفقير. ونحن نستقبلهم اليوم معنا في هذا القداس، ونعتبرهم بأنهم ثروة زحلة الحقيقية او كما اعتبرهم القديس يوحنا الرحيم أسياد مدينتنا، يبقى لي أن أقول لكم بأن المحبة هي حلٌ لكل مشاطلنا، وبالمحبة نستمر في العمل والعطاء والبناء. شكراً للجمعية الخيرية، ومن يهتم بالفقراء من خلالها وشكراً لمن يدعمها."
وفي نهاية القداس كرّم درويش اعضاء من الجمعية امضوا سنوات في خدمة الفقراء، فمنح دروعاً تكريمية لعائلات الذين توفاهم الله، ودروعاً للسادة ريمون حداد، عادل الخوري وشفيق سعادة.
بعد القداس تقبل المطران درويش واعضاء الهيئة الإدارية التهاني من الحضور، كما جرى توزيع وجبات غذائية على الفقراء.